قلم مكسور، وعزيمة لا تهزم...
قلم مكسور، وعزيمة لا تهزم على حواف الحلم، يمشي النور ما بين ضلوعه تضجّ رغبةٌ لا تهدأ، وفي طيّات عينيه تختبئُ قاراتٌ من الطموح لا يُحدّها يقين. ذاك الذي لا يلفتُ الأنظار، ولا يُشيع حوله ضجيجًا، لكنه إن خطا، يترك وراءه أثرًا لا يُمحى، كأن خطواته قد حُفرت في مسارات الزمن. طالب العلم... ليس كائنًا عابرًا في دفاتر الأيام، بل هو النص غير المقروء من كتاب الحضارات، السطر الذي إن فهمته الأمم، ارتقت، وإن أغفلته، هوت. يقال — وقد نُقِشت الكلمة كأنها نقشٌ على صخرٍ يعرفُ سرّ النار —: "أعينوا طالب العلم، ولو بقلمٍ مكسور." لا لشيءٍ سوى أن في داخله شرارةً، إذا لُمِسَت بلُطف، اشتعلت؛ لا لتحرق، بل لتُنير. هو لا ينتظر من الحياة كفًّا تُربّت على كتفه، ولا عينًا تصفّق له في آخر الطريق. هو يعرف وحده، أن طريقه محفوفٌ بالصمت، وأن المجد لا يهبط، بل يُنتزع. لكنّه — ومع ذلك — يواصل، لأن في دمه يسرحُ الإصرار، وفي قلبه تستقرّ إرادةٌ لا تكلّ، صلبة كجذر شجرة في مواجهة الإعصار. قد تتكسّر الأقلام، وتتبعثر الأوراق، وتتقطّع السبل، ويبقى هو، بقلبٍ يضخّ يقينًا، وروحٍ تعجنُ من المستحيل خبزًا للفجر. إنه لا يُريد ش...